تفسير ابن كثير تفسير الصفحة 183 من المصحف



تفسير ابن كثير - صفحة القرآن رقم 183

183 : تفسير الصفحة رقم 183 من القرآن الكريم

** وَلاَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ النّاسِ وَيَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَإِذْ زَيّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جَارٌ لّكُمْ فَلَمّا تَرَآءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىَ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنّي بَرِيَءٌ مّنْكُمْ إِنّيَ أَرَىَ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ * إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ غَرّ هَـَؤُلآءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
يقول تعالى بعد أمره المؤمنين بالإخلاص في القتال في سبيله, وكثرة ذكره, ناهياً لهم عن التشبه بالمشركين في خروجهم من ديارهم, بطراً أي دفعاً للحق, {ورئاء الناس} وهو المفاخرة والتكبر عليهم, كما قال أبو جهل: لما قيل له: إن العير قد نجا فارجعوا, فقال: لا والله لا نرجع, حتى نرد ماء بدر, وننحر الجزر, ونشرب الخمر, وتعزف علينا القيان, وتتحدث العرب بمكاننا فيها يومنا أبداً, فانعكس ذلك عليه أجمع, لأنهم لما وردوا ماء بدر وردوا به الحمام, وركموا في أطواء بدر مهانين أذلاء, صغرة أشقياء في عذاب سرمدي أبدي, ولهذا قال: {والله بما يعملون محيط} أي عالم بما جاءوا به وله, ولهذا جازاهم عليه شر الجزاء لهم. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي في قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس} قالوا: هم المشركون الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر. وقال محمد بن كعب: لما خرجت قريش من مكة إلى بدر, خرجوا بالقيان والدفوف, فأنزل الله {ولاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس, ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط} وقوله تعالى: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم} الاَية, حسن لهم ـ لعنه الله ـ ما جاءوا له وما هموا به, وأطمعهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس, ونفى عنهم الخشية من أن يؤتوا في ديارهم من عدوهم بني بكر, فقال: إني جار لكم, وذلك أنه تبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم, سيد بني مدلج كبير تلك الناحية, وكل ذلك منه كما قال تعالى عنه: {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرور} قال ابن جريج: قال ابن عباس في هذه الاَية: لما كان يوم بدر, سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين, وألقى في قلوب المشركين أن أحداً لن يغلبكم, وإني جارلكم, فلما التقوا ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة, {نكص على عقبيه} قال: رجع مدبراً, وقال: {إني أرى ما لا ترون} الاَية, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين معه رايته, في صورة رجل من بني مدلج, في صورة سراقة بن مالك بن جعشم, فقال الشيطان للمشركين: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما اصطف الناس, أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها في وجوه المشركين فولوا مدبرين, وأقبل جبريل عليه السلام إلى إبليس, فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين, انتزع يده ثم ولى مدبراً وشيعته, فقال الرجل: يا سراقة أتزعم أنك لنا جار ؟ فقال: إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله, والله شديد العقاب, وذلك حين رأى الملائكة, وقال محمد بن إسحاق: حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس, أن إبليس خرج مع قريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم, فلما حضر القتال ورأى الملائكة, نكص على عقبيه وقال: إني بريء منكم, فتشبث به الحارث بن هشام, فنخر في وجهه فخر صعقاً, فقيل له: ويلك يا سراقة على هذه الحال, تخذلنا وتبرأ منا, فقال: إني بريء منكم, إني أرى ما لا ترون, إني أخاف الله, والله شديد العقاب.
وقال محمد بن عمر الواقدي: أخبرني عمر بن عقبة عن شعبة مولى ابن عباس, عن ابن عباس, قال: لما تواقف الناس أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة, ثم كشف عنه فبشر الناس بجبريل في جند من الملائكة ميمنة الناس, وميكائيل في جند آخر ميسرة الناس, وإسرافيل في جند آخر ألف, وإبليس قد تصور في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي يدبر المشركين ويخبرهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس, فلما أبصر عدو الله الملائكة, نكص على عقبيه, وقال: إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون, فتشبث به الحارث بن هشام, وهو يرى أنه سراقة لما سمع من كلامه, فضرب في صدر الحارث فسقط الحارث, وانطلق إبليس لا يرى حتى سقط في البحر ورفع ثوبه, وقال يا رب موعدك الذي وعدتني. وفي الطبراني عن رفاعة بن رافع, قريب من هذا السياق وأبسط منه, ذكرناه في السيرة, وقال محمد بن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان, عن عروة بن الزبير, قال: لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر من الحرب, فكاد ذلك أن يثنيهم, فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي, وكان من أشراف بني كنانة, فقال أنا جارلكم أن تأتيكم كنانة بشيء تكرهونه, فخرجوا سراعاً, قال محمد بن إسحاق: فذكر لي أنهم كانوا يرونه في كل منزل في صورة سراقة بن مالك لا ينكرونه, حتى إذا كان يوم بدر والتقى الجمعان, كان الذي رآه حين نكص, الحارث بن هشام أو عمير بن وهب, فقال أين سراقة ؟ أين وميل عدو الله فذهب, قال فأوردهم ثم أسلمهم, قال ونظر عدوا الله إلى جنود الله قد أيد الله بهم رسوله والمؤمنين, فنكص على عقبيه, وقال إني بريء منكم, إني أرى ما لا ترون, وصدق عدو الله, وقال إني أخاف الله والله شديد العقاب, وهكذا روي عن السدي والضحاك والحسن البصري ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم رحمهم الله, وقال قتادة: وذكر لنا أنه رأى جبريل عليه السلام تنزل معه الملائكة, فعلم عدو الله أنه لا يدان له بالملائكة, فقال إني أرى ما لا ترون, إني أخاف الله وكذب عدو الله. والله ما به مخافة الله, ولكن علم أنه لا قوة له ولا منعة, وتلك عادة عدو الله لمن أطاعه واستقاد له, حتى إذا التقى الحق والباطل أسلمهم شر مسلم, وتبرأ منهم عند ذلك, قلت: يعني بعادته لمن أطاعه, قوله تعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين} وقوله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق, حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم, عن بعض بني ساعدة, قال: سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة بعدما كف بصره, يقول: لو كنت معكم الاَن ببدر ومعي بصري لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة, لا أشك ولا أتمارى, فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس, وأوحى الله إليهم أني معكم فثبتوا الذين آمنوا, وتثبيتهم, أن الملائكة كانت تأتي الرجل في صورة الرجل, يعرفه فيقول له أبشر فإنهم ليسوا بشيء والله معكم فكروا عليهم, فلما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه, وقال إني بريء منكم, إني أرى ما لا ترون, وهو في صورة سراقة, وأقبل أبو جهل يحضض أصحابه, ويقول لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم, فإنه كان على موعد من محمد وأصحابه. ثم قال: واللات والعزى, لا نرجع حتى نقرن محمداً وأصحابه في الحبال, فلا تقتلوهم وخذوهم أخذاً, وهذا من أبي جهل لعنه الله, كقول فرعون للسحرة لما أسلموا: {إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهله} وكقوله: {إنه لكبيركم الذي علمكم السحر} وهو من باب البهت والافتراء, ولهذا كان أبو جهل فرعون هذه الأمة.
وقال مالك بن أنس: عن إبراهيم بن أبي علية, عن طلحة بن عبيد الله بن كريز, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما رأى إبليس يوماً هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ من يوم عرفة, وذلك مما يرى من نزول الرحمة والعفو عن الذنوب إلا ما رأى يوم بدر» قالوا: يا رسول الله وما رأى يوم بدر ؟ قال: «أما إنه رأى جبريل عليه السلام يزع الملائكة» وهذا مرسل من هذا الوجه.
وقوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم} قال علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس في هذه الاَية: لما دنا القوم بعضهم من بعض قلل الله المسلمين في أعين المشركين, وقلل المشركين في أعين المسلمين, فقال المشركون: غر هؤلاء دينهم, وإنما قالوا ذلك من قلتهم في أعينهم, فظنوا أنهم سيهزمونهم لا يشكون في ذلك, فقال الله: {ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم} وقال قتادة: رأوا عصابة من المؤمنين تشددت لأمر الله, وذكر لنا, أن أبا جهل عدو الله لما أشرف على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه, قال: والله لا يعبد الله بعد اليوم قسوة وعتواً. وقال ابن جريج في قوله {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} هم قوم كانوا من المنافقين بمكة, قالوه يوم بدر, وقال عامر الشعبي: كان ناس من أهل مكة قد تكلموا بالإسلام, فخرجوا مع المشركين يوم بدر, فلما رأوا قلة المسلمين, قالوا: غر هؤلاء دينهم. وقال مجاهد في قوله عز وجل: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم} قال فئة من قريش, قيس بن الوليد بن المغيرة, وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة, والحارث بن زمعة بن الأسود بن المطلب, وعلي بن أمية بن خلف, والعاص بن منبه بن الحجاج, خرجوا مع قريش من مكة, وهم على الارتياب فحبسهم ارتيابهم, فلما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: غر هؤلاء دينهم حتى قدموا على ما قدموا عليه مع قلة عددهم وكثرة عدوهم, وهكذا قال محمد بن إسحاق بن يسار سواء. وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى, حدثنا محمد بن ثور, عن معمر عن الحسن في هذه الاَية قال: هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر, فسموا منافقين, قال معمر: وقال بعضهم: هم قوم كانوا أقروا بالإسلام وهم بمكة, فخرجوا مع المشركين يوم بدر, فلما رأوا قلة المسلمين, قالوا غر هؤلاء دينهم, وقوله {ومن يتوكل على الله} أي يعتمد على جنابه {فإن الله عزيز} أي لا يضام من التجأ إليه, فإن الله عزيز منيع الجناب عظيم السلطان {حكيم} في أفعاله لا يضعها إلا في مواضعها, فينصر من يستحق النصر, ويخذل من هو أهل لذلك.

** وَلَوْ تَرَىَ إِذْ يَتَوَفّى الّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لّلْعَبِيدِ
يقول تعالى: ولو عاينت يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار, لرأيت أمراً عظيماً هائلاً فظيعاً منكراً,)إذ {يضربون وجوههم وأدبارهم} ويقولون لهم {وذوقوا عذاب الحريق}, قال ابن جريج: عن مجاهد {أدبارهم} أستاههم, قال يوم بدر. قال ابن جريج: قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين, ضربوا وجوههم بالسيوف, وإذا ولوا أدركتهم الملائكة يضربون أدبارهم. وقال ابن أبي نجيح: عن مجاهد, في قوله {إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} يوم بدر, وقال وكيع: عن سفيان الثوري عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير عن مجاهد, وعن شعبة عن يعلى بن مسلم, عن سعيد بن جبير, يضربون وجوههم وأدبارهم قال وأستاههم, ولكن الله يَكْنىَ, وكذا قال عمر مولى عفرة. وعن الحسن البصري قال: قال رجل يا رسول الله: إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشوك, قال «ذاك ضرب الملائكة» رواه ابن جرير وهو مرسل, وهذا السياق وإن كان سببه وقعة بدر, ولكنه عام في حق كل كافر, ولهذا لم يخصصه تعالى بأهل بدر, بل قال تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وفي سورة القتال مثلها, وتقدم في سورة الأنعام قوله تعالى: {ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم} أي باسطو أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربهم, إذ استصعبت أنفسهم, وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهراً, وذلك إذ بشروهم بالعذاب والغضب من الله, كما في حديث البراء أن ملك الموت إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة, يقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم وظل من يحموم, فتتفرق في بدنه فيستخرجونها من جسده, كما يخرج السفود من الصوف المبلول, فتخرج معها العروق والعصب, ولهذا أخبر تعالى: أن الملائكة تقول لهم ذوقوا عذاب الحريق, وقوله تعالى: {ذلك بما قدمت أيديكم} أي هذا الجزاء بسبب ما عملتم من الأعمال السيئة في حياتكم الدنيا, جازاكم الله بها هذا الجزاء {وأن الله ليس بظلام للعبيد} أي لا يظلم أحداً من خلقه, بل هو الحكم العدل الذي لا يجور تبارك وتعالى, وتقدس وتنزه الغني الحميد, ولهذا جاء في الحديث الصحيح, عند مسلم رحمه الله, من رواية أبي ذر رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, إن الله تعالى يقول «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا, يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» ولهذا قال تعالى.

** كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنّ اللّهَ قَوِيّ شَدِيدُ الْعِقَابِ
يقول تعالى: فعل هؤلاء من المشركين المكذبين بما أرسلت به يا محمد, كما فعل الأمم المكذبة قبلهم, ففعلنا بهم ما هو دأبنا أي عادتنا وسنتنا في أمثالهم من المكذبين من آل فرعون ومن قبلهم من الأمم المكذبة بالرسل, الكافرين بآيات الله {فأخذهم الله بذنوبهم} أي بسبب ذنوبهم أهلكهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر, {إن الله قوي شديد العقاب} أي لا يغلبه غالب ولا يفوته هارب.